السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحياة مو بس دراسة !!
منذ صغري ، كنت أختزل معاني الحياة في الدراسة .. و الدراسة فقط !
و هذا الاختزال كان يكبر يوما بعد يوم .. و يتضخم يوماً بعد يوم !
حتى دخلت عتبات الجامعة ..
فرأيت الحياة بشكل أكبر مما كنت أراه .. و إن كانت - في الحقيقة -هي الحياة بشكل أصغر
و كانت تستلزم مني أن أرمي جميع مفردات الطفولة في التعامل مع الآخرين لآضع مكانها مفردات أخرى للتعامل !
فالتلقائية و البراءة في التعامل .. لا تغتفر لك بين أناس فقدوا بينهم معاني إحسان الظن ..
و كلماتك عليك أن تحسب لها ألف حساب حتى تزيل جميع إشكالات سوء التفسير !!
و الطيبة قد تودي بك في مهالك ما لم تقترن بحذر و تفطن ..
و التفاني في الدراسة فقط - كما كان الحال في الثانوية - بجنب تناسي أهمية العلاقات الإجتماعية لا تنفع كمراحل الدراسة من قبل !
تقييم كان خاطئاً .. سواء من الأهل أو اللاتي درسنني !!
.
.
.
.
المهم
اكتشفت أن كنت مخلة بتوازن مهم في الحياة .. بين الدراسة و الحياة الإجتماعية ..
قررت أن أغير هذه النظرة التي أرى من خلالها و أعيد عجن هذا الإنسان بداخلي ليخرج بشكل مناسب أكثر من ذلك الذي عـُجِـنتُ به و تربيت عليه !
و أن أعيش الحياة بمعناها الواسع ، فليست هي دراسة فقط
و ليس النجاح في الدراسة هو مقياس النجاح الأوحد كما أوحى لي من حولي مذ كنت في الأول الإبتدائي ..
بل هي مجالات مختلفة .. من الخطأ أن نحصرها في مكان واحد ..
أنا لا أقلل من قيمة العلم و التفوق هنا، و لكن أشدد على أهمية الموازنة بين متطلبات الحياة ..
و أشدد على تربية الصغار على هذا ..
الحياة جميلة واسعة .. الحياة تحرر و انطلاق .. الحياة عمل و إنجاز و لو كان بحياكة قطعة من الصوف ..
معاني الحياة و النجاح أوسع من أن نحصرها في الدراسة الأكاديمية فقط .. و أظنها ما ضاقت إلا من تقديس الناس لشأن الوظيفة !
.
.
.
بداية هذا العام بدأت بتغييـر سلم الأولويات
فأنزلت مكان الدراسة و رفعت من مكان الإهتمام بنفسي و شأني و العلاقات الإجتماعية ..
ليس إهمال الدراسة أقصد .. و لكن شيء في القلب هو الذي أقصده ..
و حتى أتغلب على ذلك ضحيت بشيء من الدرجات .. حتى انتزعت من قلبي حب الدرجات ..
كانت تجربة صعبة خصوصاً لما تكون من أصحاب المراتب الأولى و الدرجات العالية ..
و لكني آثرت أن أخوض التجربة بكل مخاطرها ..
فالزمن القادم الذي أخطط له - إن كتب اللي لي الحياة - يحتاج إلى هذا التدريب .. فليكن مبكراً إذن ..
و سأظل أحاول هذا الفصل أن أدرس رغبة و استمتاعاً لا رغبة في درجات أو إلزاما (كم أكره هذا الشعور ) !
و سأحاول أن أعتني بنفسي أكثر (لنفسك عليك حقاً ) .. و أن أدرب نفسي على النشاط التطوعي .. و على الموازنة بين الدراسة و الأمور الإجتماعية .. و عمل المنزل أيضاً ( أصلاً غصب عني بعدما راحت الشغالة ^_^ )
و بإذن الله لا ينتهي العام إلا و قد جنيت نتاج هذا التغيير
.
.
و لا أدري هل سيـجـِـدّ علي جديدٌ فأقوم بتغيير جديــدٍ فيما بعد ؟
لعله كذلك
و من المهد إلى اللحد ..
.....
حقيقة
ما أجمل الحياة حين نعيها